عقدت بعثة الاتحاد الاوربي الاستشارية في العراق ورشة عمل استمرت لمدة يومين تخص حماية التراث الثقافي و مكافحة الجريمة المنظمة و ذلك بحضور سبعون مشارك عراقي و دولي فاعل في هذا المجال , حيث تركزت الورشة على جمع المدخلات و تحديد الحاجات المحلية و ذلك لغرض أنشاء قاعدة بيانات عراقية محلية للأثار حيث تعتبر وسيلة لتحدبد و لأستعادة المواد المفقودة و المسروقة.
هنالك ترابط قوي بين حماية التراث الثقافي و الامن كما أكد عليه رئيس بعثة الاتحاد الاوربي في العراق السيد كريستوف بيوك في كلمته الافتتاحية :
- تعزيز التراث الثقافي في النزاعات و الازمات هو عامل مهم لأي استراتيجية سلام و الصمود الامني و المصالحة الاجتماعية.
في الواقع بلد مثل العراق حيث يعتبر أحد أغنى الأماكن على وجه الارض بما يخص التراث الثقافي بشقيه المادي و المعنوي , الذي كان مصدر تمويل لتنظيم داعش الارهابي عن طريق سرقتها و ذلك للقيام بنشاطاته الشريرة . و حسب بعض التقديرات كان التنظيم قادرا على جمع ما يربو على مائة مليون دولار امريكي في السنة عن طريق بيع الاثار العراقية , حيث يأتي هذا المصدر في المرتبة الثانية بعد
عائدات النفط التي كان يبيعها التنظيم الارهابي.
الورشة تم تنظيمها في أطار مشروع قاعدة البيانات الوطنية لحماية التراث الثقافي في العراق – المرحلة الاولى حيث تهدف الى تعزيز القدرات الوطنية العراقية لتحقيق في القضايا ذات العلاقة و كذلك لأعاقة تهريب الاثار دوليا لغرض تعطيل النشاط الذي يعتبر الاكثر ربحا و الذي يستخدم لتمويل المنظمات الاجرامية و الارهابية و استعادة المواد و الممتلكات المسروقة عن طريق أنشاء قاعدة البيانات التي تأتي ضمن نشاطات أخرى.
نتيجة لسنين طوال من العقوبات الدولية و التوترات الداخلية و النزاعات التي قامت خلال العقدين الماضية في البلد ,لذا فأن العراق يفتقر الى قاعدة بيانات وطنية التي تتابع و تحافظ على الاثار التي لا تقدر
بثمن.
هذا المشروع يتم تمويله من الحكومة الالمانية حيث يهدف الى انشاء هكذا قاعدة بيانات التي تسمح للتعاون مع الشركاء الدوليين و الانتربول و وكالات أنفاذ القانون.
ورشة العمل وفرت الفضاء لتحديد و مناقشة الحاجات المحلية لغرض أعداد قاعدة البيانات . حيث جمعت الورشة مجموعة من الحضور المميز: ممثلو كل من وزارة الداخلية , وزارة السياحة و الثقافة و الاثار , وكالة الاستخبارات و التحقيقات الاتحادية , المكتب المركزي الوطني للشرطة الدولية ( الانتربول) الهيىة العامة للأثار و التراث , المفتشين العموميين , مختصين تكنولوجيا المعلومات من كلتا الوزارتين , ممثلو المحافظات, شركاء دوليين مثل بعثة الاتحاد الاوربي (EUDEL) و السفارة الالمانية في العراق.
الاسناد الفني و التطوير لقاعدة البيانات تم تنفيذه عن طريق شركة كوالتي بزنس انجنرينغ (QBE) الأمريكية.
تم عقد الورشة في يومي السادس و العشرون و السابع و العشرون من أيلول 2021 في بغداد
أقرأ المزيد :
لقاء بعثة الاتحاد الاوربي الاستشارية مع وزير الثقافة العراقي https://www.euam-iraq.eu/news/50
بعثة الاتحاد الاوربي توقع اتفاقيتين مع الحكومة الألمانية https://euam-iraq.eu/news/41
حماية التراث الثقافي العراقي أداة مهمة لبناء السلام , الفهم المشترك و المصالحة https://euam-iraq.eu/news/61